رؤيتا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
يعتبر إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام في أيّام أحزانهم وأفراحهم، العلامة التي تظهر مكنون محبّتهم، والشاخص الذي يدلّ على عظيم مودّتهم، وذلك التزاماً بما ورد عنهم عليهم السلام في وصف شيعتهم ومحبّيهم أنّهم: “يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا”.
وتعدّ مجالس العزاء من أهمّ أشكال ذلك الإحياء، حيث اتّخذت عبر التاريخ – ولا تزال- أهميّة خاصّة، لا سيّما مجالس الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام في شهري محرّم وصفر.. فإنّ أحداً لا يسعه الإنكار أو التشكيك في المكانة التي تحتلّها هذه المجالس في الفكر والوجدان الشيعيّ العامّ، والآثار والبركات التي خلّفتها على مستوى الفرد والمجتمع الشيعيّ خاصّة والإسلاميّ عامّة.
نسأله تعالى أن يجعل عملنا هذا مفيداً للإخوة القرّاء والخطباء وخدّام أهل البيت عليهم السلام وموجّهاً لهم في سبيل إحياء أمر النبيّ وأهل بيته عليهم السلام، وأن يثيب العاملين فيه من كريم فضله وعظيم منّه، وأن يوفّقنا جميعاً لمرضاته ويحشرنا مع النبيّ وآله، إنّه نعم المولى ونعم النصير.